| شرح الأحاديث | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:13 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه ويسلم... نخصص هذا الموضوع وبالله التوفيق...على شرح الأحاديث من كتاب رياض الصالحين عسى الله أن ينفعنا بها ....
باب النيــــة:
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي # العدوي رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه متفق على صحته . رواه إماما المحدثين : أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة الجعفي البخاري ، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة .
الشرح لما كان هذا الباب في الإخلاص لله ، وأنه ينبغي أن تكون النية المخلصة لله في كل قول وفي كل فعل وعلى كل حال وذكر المؤلف من الآيات ما يتعلق بهذا المعنى ، ذكر رحمه الله من الأحاديث ما يتعلق به أيضاً ، وصدر هذا بحديث عمر بن الخطاب الذي قال فيه سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى هاتان الجملتان اختلف العلماء - رحمهم الله - فيهما ، فقال بعض العلماء إنهما جملتان بمعنى واحد ، وأن الجملة الثانية تأكيد للجملة الأولى . ولكن هذا ليس بصحيح وذلك لأن الأصل في الكلام أن يكون تأسيساً لا تأكيداً . ثم إنهما عند التأمل يتبين أن بينهما فرقاً عظيماً ، فالأولى سبب ، والثانية نتيجة . الأولى سبب يبين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن كل عمل لابد فيه من نية كل عمل يعمله الإنسان وهو عاقل مختار فلابد فيه من نية ولا يمكن لأي عاقل مختار أن يعمل عملاً إلا بنية . حتى قال بعض العلماء : لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق وهذا صحيح ، كيف تعمل وأنت عاقل في عقلك وأنت مختار غير مكره عملاً بلا نية ؟ هذا مستحيل لأن العمل ناتج عن إرادة وقدرة ، والإرادة هي النية ، إذا فالجملة الأولى معناها أنه ما من عامل إلا وله نية ولكن النيات تختلف اختلافاً عظيما وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض . من الناس من نيته في القمة في أعلى شيء ومن الناس من نيته في القمامة في أخس شيء وأدنى شيء . حتى إنك لترى الرجلين يعملان عملاً واحداً يتفقان في ابتدائه وانتهائه وفي أثنائه وفي الحركات والسكنات والأقوال والأفعال ، وبينهما كما بين السماء والأرض كل ذلك باختلاف النية . إذاً الأساس أنه : ما من عمل بلا نية . نتيجة قوله : وإنما لكل امرئ ما نوى إن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل . قال الله : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ما قال عجلنا له ما يريد بل قال ما نشاء أي لا ما يشاء هو لمن نريد لا لكل إنسان فقيد المعجل والمعجل له . إذاًَ من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنهم من يعطى شيئاً منه ومنهم من لا يعطى شيئاً أبداً . هذا معنى قوله عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد أما ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً لابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة . وقوله : إنما الأعمال بالنيات . . إلخ هذه ميزان لكل عمل ، لكنه ميزان الباطن وقوله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها : من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ميزان للأعمال الظاهرة . ولهذا قال أهل العلم : هذان # الحديثان يجمعان الدين كله ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً يطبق هذا الحديث عليه ، قال فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه الهجرة : أن ينتقل الإنسان من دار الكفر إلى دار الإسلام ، مثل أن يكون في أمريكا - وأمريكا دار كفر - فيسلم ولا يتمكن من إظهار دينه هناك ، فينتقل إلى البلاد الإسلامية هذه هي الهجرة . إذا هاجر الناس ، فهم يختلفون في الهجرة ، منهم من يهاجر ويدع بلده إلى الله ورسوله ، يعني إلى شريعة الله التي شرعها الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم هذا هو الذي ينال الخير ، وينال مقصوده ولهذا قال : فهجرته إلى الله ورسوله أي فقد أدرك ما نوى الثاني : هاجر لدنيا يصيبها ، مثلاً رجل يحب جمع المال فسمع أن في بلاد الإسلام مرتعاً خصباً لاكتساب الأموال فهاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام فقط ، لا يقصد أن يستقيم على دينه ولا يهتم لدينه ، إنما همه المال . ثالثاً : رجل هاجر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام يريد امرأة يتزوجها قيل له لا نزوجك إلى في بلاد الإسلام ولا تسافر بها إلى بلاد الكفر ، فهاجر من بلده إلى بلاد الإسلام من أجل المرأة . فمريد الدنيا ومريد المرأة لم يهاجر إلى الله ورسوله ، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : فهجرته إلى ما هاجر إليه وهنا قال : إلى ما هاجر إليه ولم يقل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها ، فلماذا ؟ قيل لطول الكلام ، فإذا قيل فهجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها طال الكلام وقيل بل لم ينص عليهما احتقاراً وإعراضاًَ عن ذكرهما لأنها نية فاسدة منحطة . وعلى كل حال فإن هذا الذي نوى بهجرته الدنيا أو المرأة لاشك أن نيته سافلة منحطة هابطة بخلاف الأول الذي هاجر إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . أقسام الهجرة : الهجرة تكون للعمل ، وتكون للعامل ، وتكون للمكان . القسم الأول : هجرة المكان : فأن ينتقل الإنسان من مكان تكثر فيه المعاصي ويكثر فيه الفسوق وربما يكون بلد كفر إلى بلد لا يوجد فيه ذلك . وأعظمه الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام ، وقد ذكر أهل العلم أنه تجب الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يظهر دينه . وأما إذا كان قادراً على إظهار دينه ولا يعارض إذا أقام شعائر الإسلام فإن الهجرة لا تجب عليه ولكنها تستحب ، وبناء على ذلك يكون السفر إلى بلد الكفر أعظم من البقاء فيه ، فإذا كان بلد الكفر الذي كان وطن الإنسان إذا لم يستطع إقامة دينه فيه وجب عليه مغادرته والهجرة منه . فكذلك إذا كان الإنسان من أهل الإسلام ومن بلاد المسلمين فإنه لا يجوز له أن يسافر إلى بلد الكفر لما في ذلك من الخطر على دينه وعلى أخلاقه ولما في ذلك من إضاعة ماله ولما في ذلك من تقوية اقتصاد الكفار ونحن مأمورون بأن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع كما قال الله تبارك تعالى : يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين وقال تعالى : ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين فالكافر أياً كان ، سواء كان من النصارى أو من اليهود أو من الملحدين ، وسواء تسمى بالإسلام أو لم يتسم بالإسلام ، الكافر عدو لله ولكتابه ولرسوله وللمؤمنين جميعاً ، مهما تلبس بما يتلبس به فإنه عدو . فلا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلد الكفر إلا بشروط ثلاثة : الشرط الأول : أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات ، لأن الكفار يوردون على المسلمين شبهاً في دينهم وفي رسولهم وفي كتابهم وفي أخلاقهم ، في كل شيء يوردون الشبهة ليبقى الإنسان شاكاً متذبذباً ، ومن المعلوم أن الإنسان إذا شك في الأمور التي يجب فيها اليقين فإنه لم يقم بالواجب ، فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره يجب أن يكون يقيناً فإن شك الإنسان في شيء من ذلك فهو كافر . فالكفار يدخلون على المسلمين الشك حتى أن بعض زعمائهم صرح قائلاً : لا تحاولوا أن تخرجوا المسلم من دينه إلى دين النصارى ولكن يكفي أن تشككوه في دينه ، لأنكم إذا شككتموه في دينه سلبتموه الدين وهذا كاف . أنتم أخرجوه من هذه الحظيرة التي فيها العزة والغلبة والكرامة ويكفي ، أما أن تحاولوا أن تدخلوه في دين النصارى المبني على الضلال والسفاهة فهذا لا يمكن ، لأن النصارى ضالون كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان فدين المسيح دين حق لكنه دين الحق في وقته قبل أن ينسخ برسالة النبي صلى الله عليه وسلم . الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يحميه من الشهوات لأن الإنسان الذي ليس عنده دين إذا ذهب إلى بلاد الكفر انغمس لأنه يجد زهرة الدنيا هناك ، من خمر وزنى ولواط وغير ذلك . الشرط الثالث : أن يكون محتاجاً إلى ذلك مثل أن يكون مريضاً يحتاج إلى السفر إلى بلاد الكفر للاستشفاء ، أو يكون محتاجاً إلى علم لا يوجد في بلاد الإسلام تخصص فيه فيذهب إلى هناك أو يكون الإنسان محتاجاً إلى تجارة ، يذهب ويتجر ويرجع المهم أن يكون هناك حاجة ولهذا أرى أن الذين يسافرون إلى بلد الكفر من أجل السياحة فقط أرى أنهم آثمون ، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم وإضاعة لمالهم وسيحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكاناً يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه . حين لا يجدون إلا أعمالهم لأن هؤلاء يضيعون أوقاتهم ويتلفون أموالهم ويفسدون أخلاقهم وكذلك ربما يكون معهم عوائلهم ، ومن عجب أن هؤلاء يذهبون إلى بلاد الكفر التي لا يسمع فيها صوت مؤذن ولا ذكر ذاكر وإنما يسمع فيها أبواق اليهود ونواقيس النصارى ثم يبقون فيها مدة هم وأهلوهم وبنوهم وبناتهم فيحصل في هذا شر كثير نسأل الله العافية والسلامة . وهذا من البلاء الذي يحل الله به النكبات والنكبات التي تأتينا والتي نحن الآن نعيشها كلها بسبب الذنوب والمعاصي ، كما قال الله : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير نحن غافلون في بلادنا كأن ربنا غافل عنا كأنه لا يعلم ، كأنه لا يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته . والناس يعصرون في هذه الحوادث ولكن قلوبهم قاسية والعياذ بالله وقد قال الله سبحانه : ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون أخذهم العذاب ونزل بهم ومع ذلك ما استكانوا إلى الله وما تضرعوا إليه بالدعاء وما خافوا من سطوته ، لكن قست القلوب نسأل الله العافية وماتت حتى أصبحت الحوادث المصيرية تمر على القلب وكأنها ماء بارد . نعوذ بالله من موت القلب وقسوته وإلا لو كان الناس في عقل وصحوة وفي قلوب حية ما ساروا على هذا الوضع الذي عليه نحن الآن مع أننا في وضع نعتبر أننا في حال حرب مدمرة مهلكة ، حرب غازات الأعصاب والجنود وغير ذلك ومع هذا لا تجد أحداً حرك ساكناً إلا أن يشاء الله . إن أناساً في هذه الظروف العصيبة ذهبوا بأهليهم يتنزهون في بلاد الكفر وفي بلاد الفسق وفي بلاد المجون والعياذ بالله . أقول مرة ثانية إن الهجرة من بلد الكفر الذي لا يستطيع أن يقيم الإنسان فيه دينه واجبة . والسفر إلى بلاد الكفر للدعوة يجوز إذا كان له أثر وتأثير هناك فإنه جائز لأنه سفر لمصلحة ، وبلاد الكفر كثير من عوامهم قد عمي عليهم الإسلام لا يدرون عن الإسلام شيئاً بل قد ضللوا وقيل لهم إن الإسلام دين وحشية وهمجية ورعاع ولا سيما إذا سمع الغرب هذه الحوادث التي جرت على يد أناس يقولون إنهم مسلمون سيقولون أين الإسلام ؟ هذه وحشية فينفرون من الإسلام بسبب المسلمين وأفعالهم ، نسأل الله أن يهدينا أجمعين . القسم الثاني : هجرة العمل ، وهي أن يهجر الإنسان ما نهاه الله عنه من المعاصي والفسوق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه فاهجر كل ما حرم الله عليك سواء كان مما يتعلق بحقوق الله أو مما يتعلق بحقوق عباد الله فتهجر السب والشتم والقتل والغش وأكل المال بالباطل وعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وكل شيء حرم الله تهجره ، حتى لو أن نفسك دعتك إلى هذا وألحت عليك فذكرها أن الله حرم ذلك حتى تهجره وتبعد عنه . القسم الثالث : هجرة العامل ، فالعامل قد تجب هجرته أحياناً ، قال أهل العلم : مثل الرجل المجاهر بالمعصية الذي لا يبالي بها فإنه يشرع هجره إذا كان في هجره فائدة ومصلحة . والمصلحة والفائدة أنه إذا هجر عرف قدر نفسه ورجع عن المعصية . ومثال ذلك : رجل معروف بالغش بالبيع والشراء فيهجره الناس فإذا هجروه تاب من هذا ورجع وندم ورجل ثان يتعامل بالربا فيهجره الناس ولا يسلمون عليه ولا يكلموه فإذا عرف هذا خجل من نفسه وعاد إلى صوابه . أما إذا كان الهجر لا يفيد ولا ينفع وهو من أجل معصية لا من أجل كفر لأن الكافر المرتد يهجر على كل حال - أفاد أم لم يفد - لكن صاحب المعصية التي دون الكفر إذا لم يكن في هجره مصلحة فإنه لا يحل هجره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ومن المعلوم أن المعاصي التي دون الكفر عند أهل السنة والجماعة لا تخرج من الإيمان فيبقى النظر هل الهجر يفيد أم لا ، فإن أفاد فإنه يهجر ودليل ذلك قصة كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع رضي الله عنهم الذين تخلفوا عن غزوة تبوك فهجرهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين بهجرهم لكنهم انتفعوا في ذلك انتفاعاً عظيماً ، ولجؤوا إلى الله وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليهم أنفسهم وأيقنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه فتابوا وتاب الله عليهم . هذه أنواع الهجرة : هجرة المكان ، وهجرة العمل ، وهجرة العامل . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:15 am | |
| وعن أبي العباس عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما يروي عن ربه ، تبارك وتعالى قال : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك : فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تبارك وتعالى عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة متفق عليه .
الشرح قوله : إن الله كتب الحسنات والسيئات كتابته للحسنات والسيئات تشمل معنيين : المعنى الأول : كتابة ذلك في اللوح المحفوظ فإن الله تعالى كتب فيه كل شيء كما قال الله : إنا كل شيء خلقناه بقدر وقال تعالى : وكل صغير وكبير مستطر فالله سبحانه وتعالى كتب السيئات والحسنات في اللوح المحفوظ . والمعنى الثاني : كتابته إياهما إذا عملها العبد فإن الله تعالى يكتبها حسب ما تقتضيه حكمته وحسب ما يقتضيه عدله وفضله . فهاتان كتابتان : كتابة سابقة : لا يعلمها إلا الله عز وجل فكل واحد منا لا يعلم ماذا كتب الله له من خير أو شر حتى يقع ذلك الشيء . وكتابة لاحقة : إذا عمل الإنسان العمل كتب له حسب ما تقتضيه الحكمة والعدل والفضل : ثم بين ذلك أي : ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك كيف يكتب فبين أن الإنسان إذا هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة . هم أن يتصدق وعين المال الذي يريد أن يتصدق به ثم أمسك ولم يتصدق فيكتب له بذلك حسنة كاملة . هم أن يصلي ركعتين فأمسك ولم يصل فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة . فإن قال قائل : كيف يكتب له حسنة وهو لم يفعلها ؟ فالجواب على ذلك : أن يقال إن فضل الله واسع ، هذا الهم الذي حدث منه يعتبر حسنة لأن القلب همام إما بخير أو بشر فإذا هم بالخير فهذه حسنة تكتب له فإن عملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة . وهذا التفاوت مبني على الإخلاص والمتابعة فكلما كان الإنسان في عبادته أخلص لله كان أجره أكثر وكلما كان الإنسان أتبع في عبادته للرسول صلى الله عليه وسلم كانت عبادته أكمل وثوابه أكثر . وأما السيئة فقال : وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة كرجل هم أن يسرق ولكن ذكر الله عز وجل فأدركه خوف الله فترك السرقة فإنه يكتب له بذلك حسنة كاملة لأنه ترك فعل المعصية لله فأثيب على ذلك كما جاء ذلك مفسراً في لفظ آخر : لأنه تركها من جراي أي من أجلي . فإن عمل السيئة كتبت سيئة واحدة فقط لا تزيد لقوله تعالى : ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون وهذا الحديث فيه : دليل على اعتبار النية وأن النية قد توصل صاحبها إلى الخير . وسبق لنا أن الإنسان إذا نوى الشر وعمل العمل الذي يوصل إلى الشر ولكنه عجز عنه فإنه يكتب عليه إثم الفاعل كما سبق فيمن التقيا بسيفيهما من المسلمين : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه والله الموفق . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:16 am | |
| وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم في اليوم مائة مرة رواه مسلم .
الشرح
تقدم الكلام على ما ذكره المؤلف - رحمه الله - ليستدل على ذلك بالنسبة . لأنه كلما تضافرت الأدلة على شيء قوي وصار أوكد وصار أوجب فذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقسم بأنه يستغفر الله ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة . هذا وهو الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وفي حديث الأغر بن يسار المزني أنه صلى الله عليه وسلم قال : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة . ففي هذين الحديثين : دليل على وجوب التوبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها فقال : يا أيها الناس توبوا إلى الله فإذا تاب الإنسان إلى ربه حصل بذلك فائدتين : الفائدة الأولى : امتثال أمر الله ورسوله وفي امتثال أمر الله ورسوله كل خير فعلى امتثال أمر الله ورسوله تدور السعادة في الدنيا والآخرة . والفائدة الثانية : الاقتداء برسول الله ، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتوب إلى الله في اليوم مائة مرة يعني يقول أتوب إلى الله أتوب إلى الله . . . إلخ . والتوبة لابد فيها من صدق بحيث إذا تاب الإنسان إلى الله أقلع عن الذنب ، أما الإنسان الذي يتوب بلسانه وقلبه منطو على فعل المعصية أو على ترك الواجب أو يتوب إلى الله بلسانه ، وجوارحه مصرة على فعل المعصية فإن توبته لا تنفعه بل إنها أشبه ما تكون بالاستهزاء بالله عز وجل . كيف تقول أتوب إلى الله من معصية وأنت مصر عليها أو تقول أتوب إلى الله من معصية وأنت عازم على فعلها ؟ الإنسان لو عامل بشراً مثله بهذه المعاملة لقال هذا يسخر بي ويستهزئ بي كيف يتنصل من أمر عندي وهو متلبس به ما هذا إلا هزؤ ولعب ، فكيف برب العالمين . إن من الناس من يقول إنه تائب من الربا ولكنه والعياذ بالله # مصر عليه يمارس الربا صريحاً ويمارس الربا مخادعة وقد مر بنا كثيراً أن الذي يمارس الربا بالمخادعة أعظم إثماً وجرماً من الذي يمارس الربا بالصراحة لأن الذي يمارس الربا بالمخادعة جنى على نفسه مرتين : أولاً : الوقوع في الربا ، وثانياً : مخادعة الله عز وجل وكأن الله لا يعلم وهذا يوجد كثيراً في الناس اليوم الذين يتعاملون في الربا صريحاً أمرهم واضح لكن من الناس من يتعامل في الربا خيانة ومخادعة تجد عنده أموالاً لها سنوات عديدة في دكان فيأتي الغني بشخص فقير يقوده للمذبحة والعياذ بالله . فيأتي إلى صاحب الدكان الذي عنده هذه البضاعة ويبيعها على الفقير بالدين بيعاً صورياً وكل يعلم أنه ليس بيعاً حقيقياً لأن هذا المشتري المدين لا يقلبه ولا ينظر إليه ولا يهمه بل لو كان أكياساً من الرمل وبيعت عليه على أنها رز أو سكر أخذها . يهمه أن يقضي حاجة فيبيعها عليه مثلاً بعشرة آلاف لمدة وينصرف بدون أن ينقلها من مكانها ثم يبيعها هذا المدين على صاحب الدكان بتسعة آلاف مثلا فيؤكل هذا الفقير من وجهين : من جهة هذا الذي دينه ، ومن جهة صاحب الدكان ويقولون : إن هذا صحيح . بل يسمونه التصحيح يقول قائلهم : أصحح عليك أو أصحح لك كذا وكذا ؟ سبحان الله هل هذا تصحيح ؟ هذا تلطيخ بالذنوب والعياذ بالله . ولهذا يجب علينا إذا كنا صادقين مع الله سبحانه وتعالى في التوبة أن نقلع عن الذنوب والمعاصي إقلاعاً حقيقياً ونكرهها ونندم على فعلها حتى تكون التوبة توبة نصوحاً . وفي هذين الحديثين : دليل على أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس عبادة لله وهو كذلك . فإنه أخشانا لله وأتقانا لله وأعلمنا بالله صلوات الله وسلامه عليه . وفيه دليل على أنه عليه الصلاة والسلام معلم الخير بلسانه وفعاله . فكان يستغفر الله ويأمر الناس بالاستغفار حتى يتأسوا به امتثالاً للأمر واتباعاً للفعل . وهذا من كمال نصحه صلوات الله وسلامه عليه لأمته ، فينبغي لنا نحن أيضاً أن نتأسى به إذا أمرنا الناس بأمر أن نكون أول من يمتثل هذا الأمر . وإذا نهيناهم عن شيء أن نكون أول من ينتهي عنه لأن هذا هو حقيقة الداعي إلى الله بل هذه حقيقة الدعوة إلى الله عز وجل أن تفعل ما تأمر به وتترك ما تنهى عنه كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتوبة وهو عليه الصلاة والسلام يتوب أكثر منا نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم وأن يهدينا وإياكم صراطاً مستقيما والله الموفق . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:18 am | |
| [center]وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة متفق عليه . وفي رواية لمسلم لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح
[size=29]الشرح
قوله - رحمه الله - خادم النبي صلى الله عليه وسلم وكان رضي الله عنه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أتت به أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له هذا أنس بن مالك يخدمك ، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وصار أنس من خدام النبي صلى الله عليه وسلم . ذكر أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لله أشد فرحاً بتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل الذي سقط عن راحلته بعد أن أضلها وذكر القصة . . . رجل كان بأرض فلاة ليس حوله أحد لا ماء ولا طعام ولا أناس ضل بعيره أي ضاع فجعل يطلبه فلم يجده فذهب إلى شجرة ، ونام تحتها ينتظر الموت قد أيس من بعيره وأيس من حياته لأن طعامه وشرابه على بعير والبعير قد ضاع . فبينما هو كذلك إذا بناقته عنده قد تعلق خطامها بالشجرة التي هو نائم تحتها ، فبأي شيء تقدرون هذا الفرح هذا الفرح لا يمكن أن يتصوره أحد إلا من وقع في مثل هذه الحال لأنه فرح عظيم ، فرح بالحياة بعد الموت ولهذا أخذ بالخطام فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك أراد أن يثني على الله فيقول : اللهم أنت ربي وأنا # عبدك لكن من شدة فرحه أخطأ فقلب القضية . ففي هذا الحديث : دليل على فرح الله عز وجل بالتوبة من عبده إذا تاب إليه وأنه يحب ذلك سبحانه وتعالى محبة عظيمة ولكن لا لأجل حاجته إلى أعمالنا وتوبتنا فالله غني عنا ولكن لمحبته سبحانه للكرم فإنه يحب أن يعفو وأن يغفر أحب إليه من أن ينتقم ويؤاخذ ولهذا يفرح بتوبة الإنسان . ففي هذا الحديث حث على التوبة لأن الله يحبها وهي من مصلحة العبد . وفيه : إثبات الفرح لله عز وجل ، فهو سبحانه وتعالى يفرح ويغضب ويكره ويحب لكن هذه الصفات ليست كصفاتنا لأن الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل هو فرح يليق بعظمته وجلاله ولا يشبهه فرح المخلوقين ولا يشبه فرح المخلوقين . وفيه دليل على أن الإنسان إذا أخطأ في قول من الأقوال ولو كان كفراً سبق لسانه إليه فإنه لا يؤاخذ به فهذا الرجل قال كلمة كفر لأن قول الإنسان لربه أنت عبدي وأنا ربك هذا كفر لا شك فيه . لكن لما هذا صدر عنه خطأ من شدة الفرح صار غير مؤاخذ به ، وكذلك غيرها من الكلمات لو سب أحداً على وجه الخطأ بدون قصد أو طلق زوجته على وجه الخطأ دون القصد أو أعتق على وجه الخطأ بدون قصد ، فكل هذا لا يترتب عليه شيء لأن الإنسان لم يقصده فهو كاللغو في اليمين وقد قال الله تعالى لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم بخلاف المستهزئ فإنه يكفر إذا قال كلمة الكفر لقول الله سبحانه ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السخرية والهزؤ فلذلك كان كافرا بخلاف الإنسان الذي لم يقصد فإنه لا يعتبر قوله شيئاً . وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق . [/size][/center] | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:30 am | |
| وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة رواه البخاري .
الشرح هذا الحديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله ويسمي العلماء - رحمهم الله - هذا القسم من الحديث ، الحديث القدسي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رواه عن الله . والصفي من يصطفيه الإنسان ويختاره من ولد ، وأخ أو عم أو أب أو أم أو صديق المهم أن ما يصطفيه الإنسان ويختاره ويرى أنه ذو صلة منه قوية إذا أخذه الله عز وجل ثم احتسبه الإنسان ، فليس له جزاء إلا الجنة . ففي هذا دليل على فضيلة الصبر على قبض الصفي من الدنيا وأن الله عز وجل يجازي الإنسان إذا احتسب يجازيه الجنة . وفيه دليل على فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه على عباده فإن الملك ملكه والأمر أمره وأنت وصفيك كلاكما لله عز وجل ومع ذلك إذا قبض الله صفي الإنسان واحتسب فإن له هذا الجزاء العظيم . وفي هذا الحديث أيضاً من الفوائد الإشارة إلى أفعال الله من قوله إذا قبضت صفيه ولا شك أن الله سبحانه فعال لما يريد ولكن يجب علينا أن نعلم أن فعل الله كله خير لا ينسب الشر إلى الله أبداً والشر إذا وقع فإنما يقع في المفعولات ولا يقع في الفعل . فمثلاًَ إذا قدر الله على الإنسان ما يكره فلا شك أن ما يكره الإنسان بالنسبة إليه شر لكن الشر في هذا القدر لا في تقدير الله لأن الله لا يقدره إلا لحكمة عظيمة إما للمقدر عليه وإما لعامة الخلق . أحياناً تكون الحكمة خاصة في المقدر عليه وأحياناً في الخلق على سبيل العموم . المقدر عليه إذا قدر الله عليه شراً وصبر واحتسب نال بذلك خيراً ، إذا قدر الله عليه شراً ورجع إلى ربه بسبب هذا الأمر لأن الإنسان إذا كان في نعمة دائماً قد ينسى شكر المنعم عز وجل ولا يلتفت إلى الله فإذا أصيب بالضراء تذكر ورجع إلى ربه سبحانه وتعالى ويكون في ذلك فائدة عظيمة له . أما بالنسبة للآخرين فإن هذا المقدر على الشخص إذا ضره قد ينتفع به الآخرون . ولنضرب لذلك مثلاً برجل عنده بيت من الطين فأرسل الله مطراً غزيراً دائماً فإن صاحب هذا البيت يتضرر لكن المصلحة العامة للناس مصلحة ينتفعون بها . صار هذا شراً على شخص وخيراً للآخرين ومع ذلك فكونه شراً لهذا الشخص أمر نسبي إذ أنه شر من وجه لكنه خير له من وجه آخر فيتعظ به ويعلم أن الملجأ هو الله عز وجل لا ملجأ إلا إليه فيستفيد من هذا فائدة أكبر مما حصل له من المضرة . المهم أن المؤلف ذكر هذا الحديث في باب الصبر لأن فيه فائدة عظيمة فيما إذا صبر الإنسان على قبض صفيه أنه ليس له جزاء إلا الجنة والله الموفق
| |
| |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:32 am | |
| وعن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنهما ألا أريك امرأة من أهل الجنة فقلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله تعالى لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها متفق عليه .
الشرح
قوله ألا أريك امرأة من أهل الجنة يعرض عليه وذلك لأن أهل الجنة ينقسمون إلى قسمين قسم نشهد لهم بالجنة بأوصافهم وقسم نشهد لهم بالجنة بأعيانهم . 1 - أما الذين نشهد لهم بالجنة بأوصافهم فكل مؤمن لك متق فإننا نشهد له أنه من أهل الجنة . كما قال الله سبحانه وتعالى في الجنة أعدت للمتقين وقال إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً فكل مؤمن متق يعمل الصالحات فإننا نشهد أنه من أهل الجنة . ولكن لا نقول هو فلان وفلان لأننا لا ندري ما يختم له ولا ندري هل باطنه كظاهره فلذلك لا نشهد له بعينه . نقول مثلا إذا مات رجل مشهود له بالخير قلنا نرجوا أن يكون من أهل الجنة لكن ما نشهد أنه من أهل الجنة . 2 - قسم آخر نشهد له بعينه وهم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم في الجنة مثل العشرة المبشرين بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة عامر بن الجراح والزبير بن العوام ومثل ثابت بن قيس بن شماس ومثل سعد بن معاذ رضي الله عنه ومثل عبد الله بن سلام ومثل بلال بن رباح وغيرهم ممن عينهم الرسول عليه الصلاة والسلام . هؤلاء نشهد لهم بأعيانهم نقول نشهد بأن أبا بكر في الجنة ونشهد بأن عمر في الجنة وهكذا . من ذلك هذه المرأة التي قال ابن عباس لتلميذه عطاء بن أبي رباح ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء امرأة سوداء لا قيمة لها في المجتمع كانت تصرع وتنكشف فأخبرت الرسول عليه الصلاة والسلام وسألته أن يدعو الله لها فقال لها إن شئت دعوت الله وإن شئت صبرت ولك الجنة قالت أصبر وإن كانت تتألم وتتأذى من الصرع لكنها صبرت من أجل أن تكون من أهل الجنة ولكنها قالت يا رسول الله إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا الله أن لا تتكشف فصارت تصرع ولا تتكشف . والصرع نعوذ بالله منه نوعان 1 - صرع بسبب تشنج الأعصاب وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل الأطباء بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة 2 - وقسم آخر بسبب الشياطين والجن يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه ويدخل فيه ويضرب به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس ويتلبس الشيطان أو الجني بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه الذي يسمع الكلام يقول إن الذي يتكلم الإنسي ولكنه الجني ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف لا يكون ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير نطق الجني . هذا النوع من الصرع نسأل الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات هذا النوع علاجه بالقراءة من أهل العلم والخير أحياناً يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب الذي جعله يصرع هذا الإنسي وأحياناً لا يتكلم وقد ثبت هذا أعني صرع الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع . ففي القرآن قال الله سبحانه الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وهذا دليل على أن الشيطان يتخبط الإنسان من المس وهو الصرع . وفي السنة روى الإمام أحمد في مسنده أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في سفر من أسفاره فمر بامرأة معها صبي يصرع فأتت به إلى النبي عليه الصلاة والسلام وخاطب الجني وتكلم معه وخرج الجني فأعطت أم الصبي الرسول صلى الله عليه وسلم هدية على ذلك وكان أهل العلم أيضا يخاطبون الجني في المصروع ويتكلمون معه ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . ذكر ابن القيم وهو تلميذه أنه جيء إليه برجل مصروع فجعل يقرأ عليه ويخاطبه ويقول لها اتقي الله اخرجي - لأنها امرأة - فتقول له إني أريد هذا الرجل وأحبه فقال لها شيخ الإسلام لكنه لا يحبك اخرجي قالت إني أريد أن أحج به قال هو لا يريد أن تحجي به اخرجي فأبت فجعل يقرأ عليها ويضرب الرجل ضرباً عظيما حتى أن يد شيخ الإسلام أوجعته من شدة الضرب . فقالت الجنية أنا أخرج كرامة للشيخ قال لا تخرجي كرامة لي اخرجي طاعة لله ورسوله فما زال بها حتى خرجت . لما خرجت استيقظ الرجل فقال ما الذي جاء بي إلى حضرة الشيخ قالوا سبحان الله أما أحسست بالضرب الذي كان يضربك أشد ما يكون قال ما أحسست بالضرب ولا أحسست بشيء والأمثل على هذا كثيرة . هذا النوع من الصرع له علاج يدفعه وله علاج يرفعه . فهو نوعان 1 - أما دفعه فبأن يحرص الإنسان على الأوراد الشرعية الصباحية والمسائية وهي معروفة في كتب أهل العلم منها آية الكرسي فإن من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح . ومنها سورة الإخلاص والفلق والناس ومنها أحاديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام فليحرص الإنسان عليها صباحاً ومساء فإن ذلك من أسباب دفع آذية الجن . 2 - وأما الرفع فهو إذا وقع بالإنسان فإنه يقرأ عليه آيات من القرآن فيها تخويف وتذكير واستعاذة بالله عز وجل حتى يخرج . الشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه المرأة إن شئت صبرت ولك الجنة فقالت أصبر ففيه دليل على فضيلة الصبر وأنه سبب لدخول الجنة والله الموفق | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:33 am | |
| وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة يريد عينيه رواه البخاري .
الشرح نقل المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله من الأحاديث الواردة في الصبر حديث عائشة وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أما حديث عائشة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الطاعون رجس أي عذاب أرسله الله سبحانه وتعالى من يشاء من عباده . والطاعون قيل إنه وباء معين وقيل إنه كل وباء عام يحل بالأرض فيصيب أهلها ويموت الناس منه . وسواء كان معيناً أم كل وباء عام مثل الكوليرا وغيرها فإن هذا الطاعون رجس عذاب أرسله الله عز وجل ولكنه رحمة للمؤمن إذا نزل بأرضه وبقي فيها صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له فإن الله يكتب له مثل أجر الشهيد ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه إذا وقع الطاعون في أرض فإننا لا نقدم عليها لأن الإقدام عليها إلقاء بالنفس إلى التهلكة ولكنه إذا وقع في أرض فإننا لا نخرج منها فراراً منه لأنك مهما فررت من قدر الله إذا نزل بالأرض فإن هذا الفرار لن يغني عنك من الله شيئاً . واذكر القصة التي قصها الله علينا في الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم ليبين لهم أنه لا مفر من قضاء الله إلا إلى الله . خرجوا من ديارهم وهم ألوف - قال بعض العلماء في تفسير الآية إنه نزل في الأرض وباء فخرجوا منها فقال لهم الله موتوا فماتوا ثم أحياهم حتى يتبين لهم أنه لا مفر من الله إلا إليه . ففي حديث عائشة رضي الله عنها دليل على فضل الصبر والاحتساب وأن الإنسان إذا صبر نفسه في الأرض التي نزل فيها الطاعون ثم مات به كتب الله له مثل أجر الشهيد . وذلك أن الإنسان إذا نزل الطاعون في أرضه فإن الحياة غالية عند الإنسان سوف يهرب يخاف من الطاعون فإذا صبر وبقي واحتسب الأجر وعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له ثم مات به فإنه يكتب له مثل أجر الشهيد وهذا من نعمة الله عز وجل . أما حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ففيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن ربه تبارك وتعالى إنه ما من إنسان يقبض الله حبيبتيه يعني عينيه فيعمى ثم يصبر إلا عوضه الله بهما الجنة لأن العين محبوبة للإنسان فإذا أخذهما الله سبحانه وتعالى وصبر الإنسان واحتسب فإن الله يعوضه بهما الجنة . والجنة تساوي كل الدنيا بل قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها أي مقدار متر لأن ما في الآخرة باق لا يفنى ولا يزول والدنيا كلها فانية زائلة فلهذا كانت هذه المساحة القليلة من الجنة خيراً من الدنيا وما فيها . واعلم أن الله سبحانه إذا قبض من الإنسان حاسة من حواسه فإن الغالب أن الله يعوضه في الحواس ما يخفف عليه ألم فقد هذه الحاسة التي فقدها . فالأعمى يمن عليه بقوة الإحساس والإدراك حتى أن بعض الناس إذا كان أعمى تجده في السوق يمشي وكأنه مبصر يحس بالمنعطفات في الأسواق ويحس بالمنحدرات وبالمرتفعات حتى أن بعضهم يتفق مع صاحب السيارة - سيارة الأجرة - يركب معه من أقصى البلد إلى بيته وهو يقول لصاحب السيارة تيامن تياسر حتى يوقفه عند بابه لأن صاحب السيارة لا يعرف البيت والله الموفق . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:34 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه متفق عليه والغيرة بفتح الغين وأصلها الأنفة
الشرح
أنس بن مالك من المعمرين فبقى بعد النبي صلى الله عليه وسلم حوالي تسعين سنة فتغيرت الأمور في عهده رضي الله عنه واختلفت أحوال الناس وصاروا يتهاونون في بعض الأمور العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم مثل صلاة الجماعة فقد كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتخلف أحد عنها إلا منافق أو مريض معذور ولكن الناس تهاونوا بها ولم يكونوا على ما كان عليه الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل إن الناس في عهدنا صاروا يتهاونون بالصلاة نفسها لا بصلاة الجماعة فقط فلا يصلون أو يصلون ويتركون أو يؤخرون الصلاة عن وقتها كل هذه أعمال يسيرة عند بعض الناس لكنها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة كانت تعد من الموبقات كذلك أيضا الغش في عهد الصلاة والسلام قال من غش فليس مني لكن انظر إلى الناس اليوم تجد أن الغش عندهم أهون من كثير من الأشياء بل إن بعضهم والعياذ بالله يعد الغش من الشطارة في البيع والشراء والعقود ويرى أن هذا من باب الحذق والذكاء نسأل الله العافية مع أن النبي صلى الله عليه وسلم تبرأ من الإنسان الذي يغش الناس ومن ذلك الكذب وهو من الأشياء العظيمة في عهد الصحابة رضي الله عنهم فيرونه من الموبقات لكنه عند كثير من الناس يعده أمرا هينا # فتجده يكذب ولا يبالي بالكذب مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا وربما يكذب في أمور أخطر فيجحد ما عليه للناس أو يدعي ما ليس له ويحاكمهم عند القاضي ويحلف على ذلك فيكون والعياذ بالله ممن يلقى الله وهو عليه غضبان إلى غير ذلك من المسائل التي يعدها الصحابة من المهلكات ولكن الناس اختلفوا فصارت في أعينهم أدق من الشعر وذلك أنه كلما قوي الإيمان عظمت المعصية عند الإنسان وكلما ضعف الإيمان خفت المعصية في قلب الإنسان ورآها أمرا هينا يتهاون ويتكاسل عن الواجب ولا يبال لأنه ضعيف الإيمان قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله قوله محارمه أي محارم الله الغيرة صفة حقيقية ثابتة لله عز وجل ولكنها ليست كغيرتنا بل هي أعظم وأجل والله سبحانه بحكمته أوجب على العباد أشياء وحرم عليهم أشياء وأحل لهم أشياء فما أوجبه عليهم فهو خير لهم في دينهم ودنياهم وفي حاضرهم ومستقبلهم وما حرمه عليهم فإنه شر لهم في دينهم ودنياهم وحاضرهم ومستقبلهم فإذا حرم الله على عباده أشياء فإنه عز وجل يغار أن يأتي الإنسان محارمه وكيف يأتي الإنسان محارم ربه والله إنما حرمها من أجل مصلحة العبد أما الله فلا يضره أن يعصي الإنسان ربه لكن يغار كيف يعلم الإنسان أن الله سبحانه حكيم ورحيم ولا يحرم على عباده شيئا بخلا منه عليهم به ولكن من أجل مصلحتهم ثم يأتي العبد فيتقدم فيعصى الله عز وجل ولاسيما في الزنى فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمتهلأن الزنى فاحشة والزنى طريق سافل جدا ومن ثم حرم الله على عباده الزنى وجميع وسائل الزنى كما قال الله سبحانه ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا فإذا زنا العبد والعياذ بالله فإن الله يغار غيرة أشد وأعظم من غيرته على ما دونه من المحارم ومن باب أولى وأشد اللواط وهو إتيان الذكر الذكر فإن هذا أعظم وأعظم ولهذا جعله الله تعالى أشد في الفحش من الزنى فقال لوط لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين قال هنا الفاحشة وفي الزنى قال الفاحشة أي فاحشة من الفواحش أما اللواط فجعله الفاحشة العظمى نسأل الله العافية وكذلك أيضا السرقة وشرب الخمر وكل المحارم يغار الله منها لكن بعض المحارم تكون أشد غيرة من بعض حسب الجرم والمضار التي تترتب على ذلك وفي هذا الحديث إثبات الغيرة لله تعالى وسبيل أهل السنة والجماعة فيه وفي غيره من أحاديث الصفات وآيات الصفات أنهم يثبتونها لله سبحانه على الوجه اللائق به يقولون إن الله يغار لكن ليست كغيرة المخلوق وإن الله يفرح ولكن ليس كفرح المخلوق وإن الله له من الصفات الكاملة ما يليق به ولا تشبهه صفات المخلوقين والله الموفق | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:41 am | |
| عن أبي ذر جندب بن جنادة وأبي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال حديث حسن الشرح هذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية للمؤلف رحمه الله وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بثلاث وصايا عظيمة الوصية الأولى قال اتق الله حيثما كنت وتقوى الله هي اجتناب المحارم وفعل الأوامر هذه هي التقوى أن تفعل ما أمرك الله به إخلاصا لله واتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأن تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل وتنزها عن محارم الله مثاله تقوم بما أوجب الله عليك في أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي الصلاة فتأتي بها كلمة بشروطها وأركانها وواجباتها وتكملها بالمكملات فمن أخل بشيء من شروط الصلاة أو واجباتها فإنه لم يتق الله بل نقص من تقواه ما نقص من المأمور في الزكاة تقوى الله فيها أن تحصي جميع أموالك التي فيها الزكاة وتخرج زكاتك طيبة بها نفسك من غير بخل ولا تقتير ولا تأخير فمن لم يفعل فإنه لم يتق الله في الصيام تأتي بالصوم كما أمرت مجتنبا فيه اللغو والرفث والصخب والغيبة والنميمة وغير ذلك مما ينقص الصوم ويزيل روح الصوم ومعناه الحقيقي وهو الصوم عما حرم الله عز وجل وهكذا بقية الواجبات تقوم بها طاعة لله وامتثالا لأمره وإخلاصا له واتباعا لرسوله وكذلك في المنهيات تترك ما نهى الله عنه امتثالا لنهي الله عز وجل حيث نهاك فانتهي الوصية الثانية أتبع السيئة الحسنة تمحها أي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة فإن الحسنات يذهبن السيئات ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوب إلى الله من السيئات فإن التوبة من أفضل الحسنات كما قال الله عز وجل إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين وقال الله تعالى وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون وكذلك الأعمال الصالحة تكفر السيئات كما ما قال النبي عليه الصلاة والسلام الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وقال العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما فالحسنات يذهبن السيئات الوصية الثالثة خالق الناس بخلق حسن والوصيتان الأوليان في معاملة الخالق والثالثة في معاملة الخلق أن تعاملهم بخلق حسن تحمد عليه ولا تذم فيه وذلك بطلاقة الوجه وصدق القول وحسن المخاطبة وغير ذلك من الأخلاق الحسنة وقد جاءت النصوص الكثيرة في فضل الخلق الحسن حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وأخبر أن أولى الناس به صلى الله عليه وسلم وأقربهم منه منزلة يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا فالأخلاق الحسنة مع كونها مسلكا حسنا في المجتمع ويكون صاحبها محبوبا إلى الناس هي فيها أجر عظيم يناله الإنسان في يوم القيامة فاحفظ هذه الوصايا الثلاث من النبي صلى الله عليه وسلم والله الموفق
| |
| |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:43 am | |
| عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني رواه الترمذي وقال حديث حسن قال الترمذي وغيره من العلماء : معنى دان نفسه حاسبها الشرح قوله الكيس معناه الرجل الذي يغتنم الفرص ويتخذ لنفسه الحيطة حتى لا تفوت عليه الأيام والليالي فيضيع وقوله من دان نفسه أي : من حاسبها ونظر ماذا فعل من المأمورات وماذا ترك من المنهيات هل قام بما أمر به وهل ترك ما نهى عنه ؟ إذا ما رأى من نفسه تفريطا في الواجب استدركه إذا أمكن استدراكه وقام به أو بدله وإذا رأى من نفسه انتهاكا لمحرم أقلع عنه وندم وتاب واستغفر وقوله عمل لما بعد الموت يعني عمل للآخرة لأن ما بعد الموت فإنه من الآخرة وهذا هو الحق والحزم أن الإنسان يعمل لما بعد الموت لأنه في هذه الدنيا مار بها مرورا والمآل هو ما بعد الموت فإذا فرط ومضت عليه الأيام وأضاعها في غير ما ينفعه في الآخرة فليس بكيس الكيس هو الذي يعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وصار لا يهتم إلا بأمور الدنيا فيتبع نفسه هواها في التفريط في الأوامر وفعل النواهي ثم يتمنى على الله الأماني فيقول : الله غفور رحيم وسوف أتوب إلى الله في المستقبل وسوف أصلح من حالي إذا كبرت وما أشبهه من الأماني الكاذبة التي يمليها الشيطان عليه فربما يدركها وربما لا يدركها ففي هذا الحديث : الحث على انتهاز الفرص وعلى أن لا يضيع الإنسان من وقته فرصة إلا فيما يرضي الله عز وجل وأن يدع الكسل والتهاون والتمني فإن التمني لا يفيد شيئا كما قال الحسن البصري رحمه الله ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال ) فعلينا أيها الإخوة أن ننتهز الفرصة في كل ما يقرب إلى الله من فعل الأوامر واجتناب النواهي حتى إذا قدمنا على الله كنا على أكمل ما يكون من حال نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:44 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل : يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال : أتقاهم فقالوا : ليس عن هذا نسألك قال فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله قالوا : ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني ؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا متفق عليه أبو و فقهوا : بضم القاف على المشهور وحكى كسرها أي : علموا أحكام الشرع
الشرح قوله من أكرم الناس ؟ قال أتقاهم أي : أكرم الناس أتقاهم لله عز وجل وهذا الجواب مطابق تماما لقوله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم فالله سبحانه لا ينظر إلى الناس من حيث النسب ولا من حيث الحسب ولا من حيث المال ولا من حيث الجمال وإنما ينظر سبحانه إلى الأعمال فأكرم الناس عنده أتقاهم إليه ولهذا يمد أهل التقوى بما يمدهم به من الكرامات الظاهرة أو الباطنة لأنهم أكرم خلقه عنده ففي هذا حث على تقوى الله عز وجل وأنه كلما كان الإنسان أتقى لله فهو أكرم عنده ولكن الصحابة لا يريدون بهذا السؤال الأكرم عند الله قالوا لسنا عن هذا نسألك ثم ذكر لهم أن أكرم الخلق يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فإنه عليه الصلاة والسلام كان نبيا من سلالة الأنبياء فكان من أكرم الخلق قالوا : لسنا عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني ؟ معادن العرب يعني أصولهم وأنسابهم خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا يعني أن أكرم الناس من حيث النسب والمعادن والأصول هم الخيار في الجاهلية لكن بشرط إذا فقهوا فمثلا بنو هاشم من المعروف هم خيار قريش فيكونون هم خيارهم في الإسلام لكن بشرط أن يفقهوا في دين الله وأن يتعلموا من دين الله فإن لم يكونوا فقهاء فإنهم وإن كانوا من خيار العرب معدنا فإنهم ليسوا أكرم الخلق عند الله وليسوا خيار الخلق ففي هذا دليل على أن الإنسان يشرف بنسبه لكن بشرط أن يكون له فقه في دينه ولاشك أن النسب له أثر ولهذا كان بنو هاشم أطيب الناس وأشرفهم نسبا ومن ثم كان منهم النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أشرف الخلق الله أعلم حيث يجعل رسالته فلولا أن هذا البطن من بني آدم أشرف البطون ما كان فيه النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبعث الرسول صلى الله عليه وسلم إلا في أشرف البطون وأعلى الأنساب والشاهد من هذا الحديث قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن أكرم الخلق أتقاكم فإذا كنت تريد أن تكون كريما عند الله وذا منزلة عنده فعليك بالتقوى فكلما كان الإنسان لله أتقى كان عنده أكرم أسأل الله أن يجعلني وإياكم من المتقين | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:46 am | |
| عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى رواه مسلم
الشرح كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو الله عز وجل بهذا الدعاء اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى الهدى هنا بمعنى العلم والنبي صلى الله عليه وسلم محتاج إلى العلم كغيره من الناس لأن الله سبحانه قال له ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما وقال الله له وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما فهو عليه الصلاة والسلام محتاج إلى العلم فيسأل الله الهدى والهدى إذا ذكر وحده يشمل العلم والتوفيق للحق أما إذا قرن معه ما يدل على التوفيق للحق فإنه يفسر بمعنى العلم لأن الأصل في اللغة العربية أن العطف يقتضي المغايرة فيكون الهدى له معنى وما بعده مما يدل على التوفيق له معنى آخر وأما قوله والتقى فالمراد بالتقوى تقوى الله عز وجل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه التقى أي : أن يوفقه إلى تقوى الله لأن الله هو الذي بيده مقاليد كل شيء فإذا وكل العبد إلى نفسه ضاع ولم يحصل على شيء فإذا وفقه الله عز وجل ورزقه التقى صار مستقيما على تقوى الله وأما قوله العفاف فالمراد به أن يمن الله عليه بالعفاف والعفة عن كل ما حرم الله عليه فيكون عطفه على التقوى من باب عطف الخاص على العام إن خصصنا العفاف بالعفاف عن شيء معين وإلا فهو من باب عطف المترادفين فالعفاف أن يعف عن كل ما حرم الله عليه فيما يتعلق بجميع المحارم التي حرمها الله عز وجل وأما الغنى فالمراد به الغنى عما سوى الله أي : الغنى عن الخلق بحيث لا يفتقر الإنسان إلى أحد سوى ربه عز وجل والإنسان إذا وفقه الله ومن عليه بالاستغناء عن الخلق صار عزيز النفس غير ذليل لأن الحاجة إلى الخلق ذل ومهانة والحاجة إلى الله عز وعبادة فهو يسأل عليه الصلاة والسلام الغنى فينبغي لنا أن نقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء وأن نسأل الله الهدى والتقى والعفاف والغنى وفي هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وأن الذي يملك ذلك هو الله وفيه : دليل على إبطال من تعلقوا بالأولياء والصالحين في جلب المنافع ودفع المضار كما يفعل بعض الجهال الذين يدعون الرسول عليه الصلاة والسلام إذا كانوا عنده قبره أو يدعون من يزعمونهم أولياء من دون الله فإن هؤلاء ضالون # في دينهم سفهاء في عقولهم لأن هؤلاء المدعوين هم بأنفسهم لا يملكون لأنفسهم شيئا قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك وقال له قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله وقال له قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا فالإنسان يجب أن يعلم أن البشر مهما أوتوا من الوجاهة عند الله عز وجل ومن المنزلة والمرتبة عند الله فإنهم ليسوا بمستحقين أن يدعوا من دون الله بل إنهم يتبرؤون تبرؤا تاما ممن يدعونهم من دون الله عز وجل قال عيسى عليه الصلاة والسلام لما قال الله له أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ليس من حق عيسى ولا غيره أن يقول للناس اتخذوني إلها من دون الله إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم فالحاصل أن ما نسمع عن بعض جهال المسلمين في بعض الأقطار الإسلامية الذين يأتون إلى قبور من يزعمونهم أولياء فيدعون هؤلاء الأولياء فإن هذا العمل سفه في العقل وضلال في الدين وهؤلاء لن ينفعوا أحدا أبدا فهم جثث هامدة والله الموفق | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:47 am | |
| عن أبي أمامة صدى بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في حجة الوداع فقال : اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أمواكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم رواه الترمذي في آخر كتاب الصلاة وقال حديث حسن صحيح
الشرح كانت خطب الرسول عليه الصلاة والسلام على قسمين : خطب راتبة وخطب عارضة فأما الراتبة فهي خطبة في الجمع والأعياد فإنه صلى الله عليه وسلم كان يخطب الناس في كل جمعة وفي كل عيد واختلف العلماء ـ رحمهم الله ـ في خطبة صلاة الكسوف هل هي راتبة أو عارضة وسبب اختلافهم أن الكسوف لم يقع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة ولما صلى قام فخطب الناس عليه الصلاة والسلام فذهب بعض العلماء إلى أنها من الخطب الراتبة وقال : إن الأصل أن ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فهو ثابت مستقر ولم يقع الكسوف مرة آخرى فيترك النبي صلى الله عليه وسلم الخطبة حتى نقول : إنها من الخطب العارضة وقال بعض العلماء : بل هي من الخطب العارضة التي إن كان لها ما يدعو إليها خطب وإلا فلا ولكن الأقرب أنها من الخطب الراتبة وأنه يسن للإنسان إذا صلى صلاة الكسوف أن يقوم فيخطب الناس ويذكرهم ويخوفهم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم أما الخطب العارضة فهي التي يخطبها عند الحاجة إليها مثل خطبته صلى الله عليه وسلم حينما اشترط أهل بريرة وهي جارية اشترتها عائشة رضي الله عنها فاشترط أهلها أن يكون الولاء لهم ولكن عائشة رضي الله عنها لم تقبل بذلك فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذيها واشترطي لهم الولاء ثم قام فخطب الناس وأخبرهم أن الولاء لمن أعتق وكذلك خطبته حينما شفع أسامة بن زيد رضي الله عنه في المرأة المخزومية التي كانت تستعير المتاع فتجحده فأر النبي عليه الصلاة والسلام أن تقطع يدها فأهم قريشا شأنها فطلبوا من يشفع لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبوا من أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع فشفع ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال له أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فخطب الناس وأخبرهم بأن الذي أهلك من كان قبلنا انهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد في حجة الوداع خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة وخطب يوم النحر ووعظ الناس وذكرهم وهذه خطبة من الخطب الرواتب التي يسن لقائد الحجيج أن يخطب الناس كما خطبهم النبي صلى الله عليه وسلم وكان من جملة ما ذكر في خطبته في حجة الوداع أنه قال يا أيها الناس اتقوا ربكم وهذه كقوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس جميعا أن يتقوا ربهم الذي خلقهم وأمدهم بنعمه وأعدهم لقبول رسالاته فأمرهم أن يتقوا الله وقوله وصلوا خمسكم أي : صلوا الصلوات الخمس التي فرضها الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم وقوله وصوموا شهركم أي : شهر رمضان وقوله : وأدوا زكاة أموالكم أي : أعطوها مستحقيها ولا تبخلوا بها وقوله : وأطيعوا أمراءكم أي : من جعلهم الله أمراء عليكم وهذا يشمل أمراء المناطق والبلدان ويشمل الأمير العام أي : أمير الدولة كلها فإن الواجب على الرعية طاعتهم في غير معصية الله أما في معصية الله فلا تجوز طاعتهم ولو أمروا بذلك لأن طاعة المخلوق لا تقدم على طاعة الخالق جل وعلا ولهذا قال الله يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فعطف طاعة ولاة الأمور على طاعة الله ورسوله وهذا يدل على أنها تابعة لأن المعطوف تابع للمعطوف عليه لا مستقل ولهذا تجد أن الله جل وعلا قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فأتى بالفعل ليتبين بذلك أن طاعة النبي طاعة مستقلة أي : تجب طاعته استقلالا كما تجب طاعة الله ومع هذا فإن طاعته من طاعة الله واجبة إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأمر إلا بما يرضى الله أما غيره من ولاة الأمور فإنهم قد يأمرون بغير ما يرضي الله ولهذا جعل طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله ولا يجوز للإنسان أن يعصى ولاة الأمور في غير معصية الله ويقول : إن هذا ليس بدين لأن بعض الجهال إذا نظمت ولاة الأمور أنظمة لا تخالف الشرع قال : لا يلزمني أن أقوم بهذه الأنظمة أنها ليست بشرع لأنها لا توجد في كتاب الله ولا في سنة رسوله وهذا من جهله بل نقول : إن امتثال هذه الأنظمة موجود في كتاب الله وموجود في سنة الرسول عليه الصلاة والسلام قال الله يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة أنه أمر بطاعة ولاة الأمور ومنها هذا الحديث لو كنا لا نطيع ولاة الأمور إلا بما أمر الله به ورسوله لم يكن للأمر بطاعتهم فائدة لأن طاعة الله ورسوله واجبة سواء أمر بها ولاة الأمور أم لم يأمروا بها فهذه الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من الأمور الهامة التي يجب على الإنسان أن يعتني بها وأن يتمثل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها والله أعلم | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:49 am | |
| عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الترمذي وقال : حديث حسن معناه : تذهب أول النهار خماصا : أي ضامرة البطون من الجوع وترجع آخر النهار بطانا : أي ممتلئة البطون
الشرح قوله : حق توكله أي : توكلا حقيقيا تعتمدون على الله اعتمادا كاملا في طلب رزقكم وفي غيره لرزقكم كما يرزق الطير الطير رزقها على الله عز وجل لأنها طيور ليس لها مالك فتطير في الجو وتغدو إلى أوكارها وتستجلب رزق الله عز وجل تغدو خماصا الغدو : الذهاب في أول النهار وخماصا : جائعة كما قال الله فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم مخمصة مجاعة تغدو خماصا ليس في بطونها شيء لكنها متوكلة على ربها عز وجل وتروح بطانا تروح أي : ترجع في آخر النهار لأن الرواح هو آخر النهار بطانا أي : ممتلئة البطون من رزق الله عز وجل ففي هذا دليل على مسائل أولا : أنه ينبغي للإنسان أن يعتمد على الله حق الاعتماد ثانيا : أنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها حتى الطير في جو السماء لا يمسكه في جو السماء إلا الله ولا يرزقه إلا الله كل دابة في الأرض من أصغر ما يكون كالذر أو أكبر ما يكون كالفيلة وأشباهها فإن على الله رزقها كما قال الله وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ولقد ضل ضلالا مبينا من أساء الظن بربه فقال : لا تكثروا الأولاد : تضيق عليكم الأرزاق فرزق أولادك وأطفالك على الله عز وجل هو الذي يفتح لك أبواب الرزق من أجل أن تنفق عليهم لكن أكثر الناس عندهم سوء ظن بالله ويعتمدون على الأمور المادية المنظورة ولا ينظرون إلى المدى البعيد وإلى قدرة الله وأنه هو الذي يرزق ولو كثر الأولاد أكثر من الأولاد تكثر لك الأرزاق هذا هو الصحيح وفي هذا : دليل على أن الإنسان إذا توكل على الله حق التوكل فليفعل الأسباب وضل من قال : لا أفعل السبب وأنا متوكل فهذا غير صحيح المتوكل هو الذي يفعل الأسباب معتمدا على الله عز وجل ولهذا قال كما يرزق الطير تغدو خماصا تذهب لتطلب الرزق ليست الطيور في أوكارها ولكنها تغدو وتطلب الرزق فأنت إذا توكلت على الله حق التوكل فلابد أن تفعل الأسباب التي شرعها الله لك من طلب الرزق من وجه حلال بالزراعة بالتجارة بالعمالة بأي شيء من أسباب الرزق اطلب الرزق معتمدا على الله ييسر الله لك الرزق ومن فوائد هذا الحديث أن الطيور وغيرها من مخلوقات الله تعرف الله كما قال الله تعالى تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده أي : ما من شيء إلا يسبح بحمد الله ولكن لا تفقهون تسبيحهم ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء فالطيور تعرف خالقها عز وجل وتطير تطلب الرزق بما جلبها الله عليه من الفطرة التي تهتدى بها إلى مصالحها وتغدو إلى أوكارها في آخر النهار بطونها ملأى وهكذا دواليك في كل يوم والله عز وجل يرزقها وييسر لها الرزق وانظر إلى حكمة الله كيف تغدو هذه الطيور إلى محلات بعيدة وتهتدى بالرجوع إلى أماكنها لا تخطئها لأن الله أعطى كل شيء خلقه ثم هدى والله الموفق | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:50 am | |
| عن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل : اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا متفق عليه وفي رواية في الصحيحين عن البراء قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل : وذكر نحوه ثم قال واجعلهن آخر ما تقول
الشرح ثم ذكر المؤلف في باب اليقين والتوكل حديث البراء بن عازب رضي الله عنه حيث أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول عند نومه إذا أوى إلى فراشه أن يقول هذا الذكر الذي تضمن تفويض الإنسان أمره إلى ربه وأنه معتمد على الله في ظاهره وباطنه مفوض أمره إليه وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يضطجع على الجنب الأيمن لأن ذلك هو الأفضل وقد ذكر الأطباء أن النوم على الجنب الأيمن أفضل للبدن وأصح من النوم على الجنب الأيسر وذكر أيضا أرباب السلوك والاستقامة أنه أقرب في استيقاظ الإنسان لأن بالنوم على الجنب الأيسر ينام القلب ولا يستيقظ بسرعة بخلاف النوم على الجنب الأيمن فإنه يبقى اللقب متعلقا ويكون أقل عمقا في منامه فيستيقظ بسرعة وفي هذا الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعلهن آخر ما يقول مع أن هناك ذكرا بل أذكارا عند النوم تقال غير هذا مثلا التسبيح والتحميد والتكبير فإنه ينبغي للإنسان إذا نام على فراشه أن يقول : سبحان الله ثلاثا وثلاثين والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين هذا من الذكر لكن حديث البراء يدل على أن ما أوصاه الرسول صلى الله عليه وسلم به أن يجعلهن آخر ما يقول وقد أعاد البراء بن عازب هذا الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم ليتقنه فقال : آمنت بكتابك الذي أنزلت ورسولك الذي أرسلت فرد عليه النبي عليه # الصلاة والسلام وقال : قل : ونبيك الذي أرسلت ولا تقل ورسولك الذي أرسلت قال أهل العلم وذلك لأن الرسول يكون من البشر ويكون من الملائكة كما قال الله عن جبريل إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين أما النبي فلا يكون إلا من البشر فإذا قال : ورسولك الذي أرسلت فإن اللفظ صالح لأن يكون المراد به جبريل لكن إذا قال : ونبيك الذي أرسلت اختص بمحمد صلى الله عليه وسلم هذا من وجه ومن وجه آخر : أنه إذا قال : ورسولك الذي أرسلت فإن دلالة هذا اللفظ على النبوة من باب دلالة اللزوم وأما إذا قال نبيك فإنه يدل على النبوة دلالة مطابقة ومعلوم أن دلالة المطابقة أقوى من دلالة اللزوم الشاهد من هذا الحديث قوله وفوضت أمري إليك وقوله لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك فإن التوكل تفويض الإنسان أمره إلى ربه وأنه لا يلجأ ولا يطلب منجا من الله إلا إلى الله عز وجل بالرجوع إليه فينبغي للإنسان إذا أراد النوم أن ينام على جنبه الأيمن وأن يقول هذا الذكر وأن يجعله آخر ما يقول والله الموفق
| |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:51 am | |
| عن أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة قال الترمذي : حديث حسن صحيح وهذا لفظ أبي داود
الشرح الشاهد من هذا الحديث قوله بسم الله توكلت على الله فإن في هذا دليلا على أن الإنسان ينبغي له إذا خرج من بيته أن يقول هذا الذكر الذي منه لتوكل على الله والاعتصام به لأن الإنسان إذا خرج من بيته فهو عرضة لأن يصيبه شيء أو يعتدي عليه حيوان من عقرب أو حية وما أشبهه فيقول آمنت بالله واعتصمت بالله توكلت على الله قوله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أي : أضل في نفسي قوله أو أضل أي : يضلني أحد أو أزل من الزلل وهو الخطأ أو أزل أي : أحد يتوصل لفعل الخطأ أو أظلم أي : أظلم غيري أو أظلم يظلمني غيري أو أجهل أسفه أو يجهل علي يسفه على أحد ويعتدي على أحد فهذا الذكر ينبغي أن يقوله الإنسان إذا خرج من بيته لما فيه من اللجوء إلى الله سبحانه والاعتصام به والله الموفق
| |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:51 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه رواه البخاري آدنته أعلمته بأني محارب له استعاذني روى بالنون وبالياء
الشرح نقل المؤلف ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله تعالى : من عادى لي وليا آذنته بالحرب المعاداة : هي المباعدة وهي ضد الموالاة والولي بينه الله عز وجل في قوله ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون هؤلاء هم أولياء الله الذين آمنوا أي : حققوا الإيمان في قلوبهم بكل ما يجب الإيمان به وكانوا يتقون أي حققوا العمل الصالح بجوارحهم فاتقوا جميع المحارم من ترك الواجبات أو فعل المحرمات فهم جمعوا بين صلاح الباطن بالإيمان وصلاح الظاهر بالتقوى هؤلاء هم أولياء الله وليست ولاية الله سبحانه وتعالى تأتي بالدعوى كما يفعله بعض الدجالين الذين يموهون على العامة بأنهم أولياء لله وهم أعداء والعياذ بالله فتجد في بعض البلاد الإسلامية أناسا يموهون للعامة يقولون نحن أولياء ثم يفعل من العبادات الظاهرة ما يموه به على العامة وهو من أعداء الله لكنه يتخذ من هذه الدعوة وسيله إلى جمع المال وإلى إكرام الناس له وإلى تقربهم إليه وما أشبه ذلك وعندنا ولله الحمد ضابط بينه الله عز وجل وتعريف جيد للأولياء وكانوا يتقون هؤلاء هم أولياء الله فالذي يعادي أولياء الله يقول الله عز وجل فقد آذنته بالحرب يعني أعلنت عله الحرب فالذي يعادي أولياء الله محارب لله عز وجل نسأل الله العافية ومن حارب الله فهو مهزوم مخذول لا تقوم له قائمة ثم قال سبحانه وتعالى ومن تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه يعني أن الله يقول ما تقرب إلي الإنسان بشيء أحب إلي مما افترضته عليه يعني أن الفرائض أحب إلى الله من النوافل فالصلوات الخمس مثلا أحب إلى الله من قيام الليل وأحب إلى الله من النوافل وصيام رمضان أحب إلى الله من صيام الإثنين والخميس والأيام الست من شوال وما أشبهها كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل ووجه ذلك أن الفرائض وكدها الله عز وجل فألزم بها العباد وهذا دليل على شدة محبته لها عز وجل فلما كان يحبها شديدا ألزم بها العباد أما النوافل فالإنسان حر إن شاء تنفل وزاد خيرا وإن شاء لم يتنفل لكن الفرائض أحب إلى الله وأوكد والغريب أن الشيطان يأتي الناس فتجدهم في النوافل يحسنونها تماما تجده مثلا في صلاة الليل يخشع ولا يتحرك ولا يذهب قلبه يمينا ولا شمالا لكن إذا جاءت الفرائض فالحركة كثيرة والوساوس كثيرة والهواجس بعيدة وهذا من تزيين الشيطان فإذا كنت تزين النافلة فالفريضة أحق بالتزين فأحسن الفريضة لأنها أحب إلى الله عز وجل من النوافل وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه النوافل تقرب إلى الله وهي تكمل الفرائض فإذا أكثر الإنسان من النوافل مع قيامه بالفرائض نال محبة الله فيحبه الله وإذا أحبه فكما يقول الله عز وجل كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها يعني أنه يكون مسددا له في هذه الأعضاء الأربعة في السمع : يسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضي الله وما فيه الخير والصلاة ويعرض عما يغضب الله فلا يستمع إليه ويكون ممن إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم كذلك أيضا بصره : فلا ينظر إلا ما يحب الله النظر إليه ولا ينظر إلى المحرم ولا ينظر نظرا محرما ويده فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله لأن الله يسدده وكذلك رجله فلا يمشي إلا إلى ما يرضي الله فلا يسعى إلا ما فيه الخير وهذا معنى قوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها أي أنه تعالى يسدد عبده هذا في سمعه وبصره وبطشه ومشيه فإذا كان الله سبحانه وتعالى مسددا له في هذه الأشياء كان موفقا مغتنما لأوقاته منتهزا لفرصه وليس المعنى أن الله يكون نفس السمع ونفس البصر ونفس اليد ونفس الرجل ـ حاش لله ـ فهذا محال فإن هذه أعضاء وأبعاد لشخص مخلوق لا يمكن أن تكون هي الخالق ولأن الله تعالى أثبت في هذا الحديث في قوله ولئن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه فأثبت سائلا ومسئولا وعائذا ومعوذا به وهذا غير هذا وفي قوله سبحانه وتعالى في هذا الحديث القدسي ولئن سألني أعطيته دليل على أن هذا الوالي الذي تقرب إلى الله تعالى بالفرائض ثم بالنوافل إذا سأل الله أعطاه فكان مجاب الدعوة وهذا الإطلاق يقيد بالأحاديث الأخرى الدالة على أنه يعطي السائل سؤاله ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم فإن سأل إثما فإنه لا يجاب لكن الغالب أن الولي لا يسأل الإثم لأن الولي هو المؤمن التقي والمؤمن التقي لا يسأل إثما ولا قطيعة رحم ولئن استعاذني لأعيذنه يعني لئن اعتصم بي ولجأ إلى من شر كل ذي شر لأعيذنه فيحصل له بإعطائه مسؤوله وإعاذته مما يتعوذ منه المطلوب ويزول عنه المرغوب وفي هذا الحديث عدة فوائد : أولا : إثبات الولاية لله عز وجل وولاية الله تعالى تنقسم على قسمين : ولاية عامة وهي السلطة على جميع العباد والتصرف فيهم بما أراد كل إنسان فإن الذي يتولى أموره وتدبيره وتصريفه هو الله عز وجل ومن ذلك قوله تبارك وتعالى حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق فهذه ولاية عامة تشمل جميع الخلق أما الولاية الخاصة : مثل قوله تعالى والله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات والولاية العامة تكون بغير سبب من الإنسان يتولى الله الإنسان شاء أم أبى وبغير سبب منه أما الولاية الخاصة فإنها تكون بسبب من الإنسان فهو الذي يتعرض لولاية الله حتى يكون الله وليا له الذين آمنوا وكانوا يتقون ومن فوائد هذا الحديث : فضيلة أولياء الله وأن الله سبحانه وتعالى يعادي من عاداهم بل يكون حربا عليهم عز وجل ومن فوائد هذا الحديث : أن الأعمال الواجبة من صلاة وصدقة وصوم وحج وجهاد وعلم وغير ذلك أفضل من الأعمال المستحبة لأن الله تعالى قال ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب مما افترضه عليه ومن فوائده : إثبات المحنة لله عز وجل وأن الله تعالى يحب الأعمال بعضها أكثر من بعض كما أنه يحب الأشخاص بعضهم أكثر من بعض فالله عز وجل يحب العاملين بطاعته ويحب الطاعة وتتفاوت محبته سبحانه وتعالى على حسب ما تقتضيه حكمته ومن فوائد هذا الحديث : أيضا أن الإنسان إذا تقرب إلى الله بالنوافل مع القيام بالواجبات فإنه يكون بذلك معافا في جميع أموره لقوله تعالى في هذا الحديث القدسي : وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه . . . . . إلخ وفيه دليل أيضا على أن من أراد أن يحبه الله فالأمر سهل عليه إذا أسهله الله عليه يقوم بالواجبات ويكثر من التطوع بالعبادات فبذلك ينال محبة الله وينال ولاية الله ومن فوائد هذا الحديث : إثبات عطاء الله عز وجل وإجابة دعوته لوليه لقوله إن سألني أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه وأتى به المؤلف في باب المجاهدة لأن النفس تحتاج إلى جهاد في القيام بالواجبات ثم بفعل المستحبات نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:52 am | |
| أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره متفق عليه . وفي رواية لمسلم : حفت بدل حجبت وهو بمعناه : أي بينه وبينها هذا الحجاب ، فإذا فعله دخلها .
الشرح قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حفت النار بالشهوات - وفي لفظه : حجبت - وحفت الجنة بالمكاره - وفي لفظ حجبت الجنة بالمكاره يعني : أحيطت بها ، فالنار قد أحيطت بالشهوات والجنة قد أحيطت بالمكاره ، والشهوات هي ما تميل إليه النفس من غير تعقل ولا تبصر ولا مراعاة لدين ولا مراعاة لمروءة . فالزنى والعياذ بالله شهوة الفرج ، تميل إليها النفس كثيراً ، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب ، فإنه سيكون سبباً لدخوله النار . وكذلك شرب الخمر تهواه النفس وتميل إليه ، ولهذا جعل الشارع له عقوبة رادعة بالجلد ، فإذا هتك الإنسان هذا الحجاب وشرب الخمر أداه ذلك إلى النار والعياذ بالله . وكذلك حب المال شهوة من شهوات النفس ، فإذا سرق الإنسان بدافع شهوة حب جمع المال ، فلرغبة أن يستولي # على المال الذي ترغبه نفسه ، فإذا سرق فقد هتك هذا الحجاب فيصل إلى النار والعياذ بالله . ومن ذلك الغش من أجل أن يزيد ثمن السلعة ، هذا تهواه النفس فيفعله الإنسان فيهتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيدخل النار . الاستطالة على الناس والعلو عليهم والترفع عليهم ، كل إنسان يحب هذا وتهواه النفس فإذا فعله الإنسان فقد هتك الحجاب الذي بينه وبين النار فيصل إلى النار والعياذ بالله . ولكن ما دواء هذه الشهوة التي تميل إليها النفس الأمارة بالسوء ؟ دواؤها ما بعدها قال وحفت الجنة بالمكاره - أو حجبت بالمكاره - يعني : أحيطت بما تكره النفوس ، لأن الباطل محبوب للنفس الأمارة بالسوء ، والحق مكروه لها ، فإذا تجاوز الإنسان هذا المكروه وأكره نفسه الأمارة بالسوء على فعل الواجبات وعلى ترك المحرمات ، فحينئذ يصل إلى الجنة . ولهذا تجد الإنسان يستثقل الصلوات مثلاً ، ولاسيما في أيام الشتاء وأيام البرد ، ولاسيما إذا كان في الإنسان نوم كثير بعد تعب وجهد ، فتجد الصلاة ثقيلة عليه ويكره أن يقوم يصلي ويترك الفراش اللين الدافئ ، ولكن إن هو كسر هذا الحاجب وقام بهذا المكروه وصل إلى الجنة . وكذلك النفس الأمارة بالسوء تدعو صاحبها إلى الزنى ، والزنى شهوة وتحبه النفس الأمارة بالسوء ، لكن إذا عقلها صاحبها وأكرهها على تجنب هذه الشهوة فهذا كره له ، ولكن هو الذي يوصله إلى الجنة ، لأن الجنة حفت بالمكاره . وأيضاً : الجهاد في سبيل الله مكروه إلى النفس كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ، مكروه للنفس فإذا كره الإنسان هذا الحجاب كان ذلك سبباً لدخول الجنة ، واستمع إلى قول الله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين فإذا كسر الإنسان هذا المكروه وصل إلى الجنة . كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديد على النفوس شاق عليها ، وكل إنسان يتهاون فيه ، ويكرهه ، يقول : ما علي # بالناس ، أتعب نفسي معهم وأتعبهم معي ؟ ! ولكنه إذا كسر هذا المكروه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فإن هذا سبب لدخول الجنة ، وهلم جرا ، كل الأشياء التي أمر الله بها مكروهة للنفوس لكن أكره نفسك عليها حتى تدخل الجنة . فاجتناب المحرمات مكروه إلى النفوس وشديد عليها ، لاسيما مع قوة الداعي ، فإذا أكرهت نفسك على ترك هذه المحرمات فهذا من أسباب دخول الجنة ، فلو أن رجلاً شاباً أعزب في بلاد كفر وحرية ، فيها الإنسان ما شاء ، وأمامه من النساء الجميلات فتيات شابات وهو شاب أعزب فلا شك أنه سيعاني مشقة عظيمة في ترك الزنى ، لأنه متيسر له ، وأسبابه كثيرة ، لكن إذا أكره نفسه على تركها صار هذا سبباً لدخول الجنة . واستمع إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله أي يوم القيامة حيث تدنو الشمس الحارة العظيمة ، التي نحس بحرارتها الآن وبيننا وبينها آلاف السنين ، هذه الشمس تدنو يوم القيامة حتى تكون على رءوس الخلائق بمقدار ميل ، قال بعض العلماء : الميل : المكحلة ، والمكحلة صغيرة أصغر من الإصبع ، وقال بعضهم : ميل المسافة ، وأيا كان الميل ، فالشمس قريبة من الرءوس ، لكن هناك أناس يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يظله الله . يظلهم الله : يعني يخلق لهم ما يظلهم يوم لا ظل إلا ظله ، وليس في ذلك اليوم بناء ولا شجر ولا جبال تظلل وليس هناك إلا ظل رب العالمين ، هذا الظل يظل الله فيه من شاء من عباده ، ومنهم هؤلاء السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . إمام عادل : وليس المقصود بالإمام العادل أنه يحكم لأقاربه وغيرهم على حد سواء ، فهذا من معنى العدل ، لكن الإمام العادل الذي يطبق شريعة الله في كل شيء ، في الحكم في الناس وفي الحكم بين الناس ، هذا هو الإمام العادل . ولو فرضنا إمام عادل يعدل بين الناس في الحكم لكن لا يطبق فيهم شرع الله فليس بعادل ، العادل الذي يحكم بين الناس وفي الناس بحكم الله عز وجل . وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال وهذا هو الشاهد ، فالمرأة ذات منصب يعني شريفة ليست دنيئة ، وذات جمال ، والجمال يدعو النفس إلى التطلع إلى المرأة . فقال إني أخاف الله ، فالرجل شاب ، وفيه شهوة ، وأسباب الزنى قائمة والموانع معدومة ، ولكن هناك مانع واحد وهو خوف الله عز وجل ، فقال : إني أخاف الله ، فكان هذا من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . والسادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه من شدة إخلاصه . والسابع : رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ، أي فاضت عيناه شوقاً إلى ربه عز وجل ، وفاضت عيناه خوفاً من ربه ، وكان خالياً ليس عنده أحد ، خالي القلب من الدنيا فليس فيه هواجس ، بل خالي إلا من ذكر الله ، فذكر الله هذه الخلوة القلبية والخلوة المكانية ففاضت عيناه ، فكان هذا ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله . والمهم أن النار حجبت بالشهوات ، والجنة حجبت بالمكاره ، فجاهد نفسك على ما يحب الله وإن كرهت ، واعلم علم إنسان مجرب أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله أحببت الطاعة وألفتها ، وصرت بعد ما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها . ونحن نجد بعض الناس يكره أن يصلي مع الجماعة ، ويثقل عليه ذلك عندما يبدأ في فعله ، لكن إذا به بعد فترة تكون الصلاة مع الجماعة قرة عين ، ولو تأمره ألا يصلي لا يطيعك ، فأنت عود نفسك وأكرهها أول الأمر ، وستلين لك فيما بعد وتنقاد ، أسأل الله أن يعينني وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:53 am | |
| عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال : لما نزلت آية الصدقة كنا نحامل على ظهورنا . فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا : مراء وجاء رجل آخر فتصدق بصاع فقالوا : إن الله لغني عن صاع هذا ! فنزلت الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم متفق عليه . ونحامل بضم النون ، وبالحاء المهملة : أي يحمل أحدنا على ظهره بالأجرة ، ويتصدق بها .
الشرح قال المؤلف - رحمه الله تعالى - نقلاً عن أبي مسعود بن عمرو رضي الله عنه قال : لما نزلت آية الصدقة : يعني الآية التي فيها الحث على الصدقة ، والصدقة هي أن يتبرع الإنسان بماله للفقراء ابتغاء وجه الله . وسميت صدقة لأن بذل المال لله عز وجل دليل على صدق الإيمان بالله ، فإن المال من الأمور المحبوبة للنفوس ، قال الله تعالى : وتحبون المال حباً جماً جماً أي كثيراً وحيث إن المحبوب لا يبذل إلا لمن هو أحب منه ، فإذا بذله الإنسان ابتغاء وجه الله كان ذلك دليلاً على صدق الإيمان . فلما نزلت هذه الآية جعل الصحابة رضي الله عنهم يبادرون ويسارعون في بذل الصدقات إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذه هي عادتهم أنهم إذا نزلت الآيات بالأوامر بادروها وامتثلوها ، وإذا نزلت بالنواهي بادروا بتركها ، ولهذا لما نزلت آية الخمر التي فيها تحريم الخمر ، وبلغت قوماً من الأنصار ، وكان الخمر بين أيديهم يشربون قبل أن يحرم فمن حين ما سمعوا الخبر أقلعوا عن الخمر ، ثم خرجوا بالأواني يصبونها في الأسواق حتى جرت الأسواق في الخمر . وهذا هو الواجب على كل مؤمن إذا بلغه عن الله ورسوله شيء أن يبادر بما يجب عليه ، من امتثال هذا الأمر أو اجتناب هذا النهي . وكذلك هنا فإن الصحابة رضي الله عنهم بدأوا يتحاملون الصدقة ، كل واحد يحمل بقدرته من الصدقة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل بصدقة كثيرة وجاء رجل بصدقة قليلة ، فكان المنافقون إذا جاء الرجل بالصدقة الكثيرة . قالوا : هذا مراء والعياذ بالله ، ما قصد به وجه الله . وإذا جاء الرجل بالصدقة القليلة قالوا : إن الله غني عنه ، وجاء رجل بصاع فقالوا : إن الله غني عن صاعك هذا . وهؤلاء هم المنافقون ، والمنافقون هم الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ، ويظهرون الشماتة بالمؤمنين دائماً ، جعلوا أكبر همهم وأعذب مقال لهم ، وألذ مقال على أسماعهم ، أن يسمعوا ويقولوا ما فيه سب المسلمين والمؤمنين والعياذ بالله ، لأنهم منافقون وهم العدو ، كما قال الله عز وجل فهؤلاء صاروا إذا جاء رجل بكثير قالوا : هذا مراء ، وإن جاء بقليل قالوا : إن الله غني عن صاعك ولا ينفعك ، فأنزل الله عز وجل : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم ، ويلمزون : يعني يعيبون ، والمطوعين هم المتصدقين والذين لا يجدون إلا جهدهم والذين هذه معطوفة على قوله المطوعين ، يعني ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم ، فهم يلمزون هؤلاء وهؤلاء فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم ، فهم سخروا بالمؤمنين فسخر الله منهم والعياذ بالله . ففي هذا : دليل على حرص الصحابة على استباق الخير ، ومجاهدتهم أنفسهم على ذلك . وفي هذا : دليل أيضاً على أن الله عز وجل يدافع عن المؤمنين ، وانظر كيف أنزل الله آية في كتاب الله مدافعة عن المؤمنين الذين كان هؤلاء المنافقون يلمزونهم . وفيه : دليل على شدة العداوة من المنافقين للمؤمنين ، وأن المؤمنين لا يسلمون منهم إن عملوا كثيراً سبوهم ، وإن عملوا قليلاً سبوهم ، ولكن الأمر ليس إليهم ، بل إلى الله عز وجل ، ولهذا سخر الله منهم ، وتوعدهم بالعذاب الأليم في قوله : ولهم عذاب أليم . أما حكم المسألة هذه فإن الله تعالى قال في كتابه فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره . القليل والكثير من الخير سيراه الإنسان ، ويجازى به ، والقليل والكثير من الشر سيراه الإنسان ، ويجازى عليه ، وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا تصدق بعدل تمرة - أي ما يعادلها - من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - فإن الله تعالى يأخذها بيمينه فيربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل . وقارن بين حبة من التمر وبين الجبل ، لا نسبة ، الجبل أعظم بكثير ، فالله سبحانه وتعالى يجزي # الإنسان على ما عمل من خير قل أو كثر ، ولكن احرص على أن تكون نيتك خالصة لله ، لا تريد بذلك جزاءاً ولا شكوراً من غير الله ، واحرص على أن تكون متبعاً في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:53 am | |
| عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري .
الشرح قال المؤلف - رحمه الله تعالى - في باب المجاهدة فيما نقله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك هذا الحديث يتضمن ترغيباً وترهيباً ، يتضمن ترغيباً في الجملة الأولى وهو قوله صلى الله عليه وسلم : الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله وشراك النعل : هو السير الذي على ظهر القدم وهو قريب من الإنسان جداً ويضرب به المثل في القرب ، وذلك لأنه قد تكون الكلمة الواحدة سبباً في دخول الجنة ، فقد يتكلم الإنسان بالكلمة الواحدة من رضوان الله عز وجل لا يظن أنها تبلغ ما بلغت ، فإذا هي توصله إلى جنة النعيم . ومع ذلك فإن الحديث أعم من هذا ، فإن كثرة الطاعات واجتناب المحرمات من أسباب دخول الجنة وهو يسير على من يسره الله عليه ، فأنت تجد المؤمن الذي شرح الله صدره للإسلام يصلي براحة وطمأنينة وانشراح صدر ومحبة للصلاة ، ويزكي # كذلك ، ويصوم كذلك ، ويحج كذلك ، ويفعل الخير كذلك ، فهو يسير عليه سهل قريب منه ، وتجده ، يتجنب ما حرمه الله عليه من الأقوال والأفعال وهو يسير عليه . وأما والعياذ بالله من قد ضاق بالإسلام ذرعاً ، وصار الإسلام ثقيلاً عليه فإنه يستثقل الطاعات ، ويستثقل اجتناب المحرمات ، ولا تصير الجنة أقرب إليه من شراك نعله . وكذلك النار ، وهي الجملة الثانية في الحديث وهي التي فيها التحذير ، يقول النبي عليه الصلاة والسلام والنار مثل ذلك أي : أقرب إلى أحدنا من شراك نعله ، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة لا يلقى لها بالاً وهي من سخط الله فيهوى بها في النار كذا وكذا من السنين ، وهو لا يدري ، وما أكثر الكلمات التي يتكلم بها الإنسان غير مبال بها ، وغير مهتم بمدلولها ، فترديه في نار جهنم ، نسأل الله العافية . ألم تروا إلى قصة المنافقين الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك حيث كانوا يتحدثون فيما بينهم يقولون : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء ، يعنون بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يعني أنهم واسعوا البطون من كثرة الأكل ، وليس لهم هم إلا الأكل ، ولا أكذب ألسناً ، يعني : أنهم يتكلمون بالكذب ، ولا أجبن عند اللقاء ، أي : أنهم يخافون لقاء العدو ولا يثبتون بل يفرون ويهربون . هكذا يقول المنافقين في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وإذا تأملت وجدت أن هذا ينطبق على المنافقين تماماً لا على المؤمنين ، فالمنافقون أشد الناس حرصاً على الحياة ، والمنافقون من أكذب الناس ألسناً ، والمنافقون من أجبن الناس عند اللقاء . فهذا الوصف حقيقته في هؤلاء المنافقين . ومع ذلك يقول الله عز وجل : ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب يعني ما كنا نقصد الكلام ، إنما هو خوض الكلام ولعب فقال الله عز وجل قل يعني قل يا محمد : أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله ، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه ، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك ، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:54 am | |
| عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة رواه البخاري . قال العلماء معناه : لم يترك له عذراً إذ أمهله هذه المدة . يقال : أعذر الرجل إذا بلغ الغاية في العذر .
الشرح قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعذر الله تعالى إلى امرئ آخر أجله حتى بلغ ستين سنة والمعنى أن الله عز وجل إذا عمر الإنسان حتى بلغ ستين سنة فقد أقام عليه الحجة ونفى عنه العذر ، لأن ستين سنة يبقى # الله الإنسان إليها ، يعرف من آيات الله ما يعرف ، ولاسيما إذا كان ناشئاً في بلد إسلامي ، لا شك أن هذا يؤدي إلى قطع حجته إذا لاقي الله عز وجل ، لأنه لا عذر له . فلو أنه مثلاً قصر في عمره إلى خمس عشرة أو إلى عشرين سنة ، لكان قد يكون له عذر في أنه لم يتمهل ولم يتدبر الآيات ، ولكنه إذا أبقاه إلى ستين سنة ، فإنه لا عذر له ، قد قامت عليه الحجة ، مع أن الحجة تقوم على الإنسان من حين أن يبلغ ، فإنه يدخل في التكليف ولا يعذر بالجهل . فإن الواجب على المرء أن يتعلم من شريعة الله ما يحتاج إليه ، مثلاً : إذا أراد أن يتوضأ لابد أن يعرف كيف يتوضأ ، إذا أراد أن يصلي لابد أن يعرف كيف يصلي ، إذا صار عنده مال لابد أن يعرف ما مقدار النصاب ، وما مقدار الواجب ، وما أشبه ذلك ، إذا أراد أن يصوم لابد أن يعرف كيف يصوم وما هي المفطرات ، وإذا أراد أن يحج أو يعتمر يجب أن يعرف كيف يحج ، وكيف يعتمر ، وما هي محظورات الإحرام ، إذا كان من الباعة الذين يبيعون ويشترون بالذهب مثلاً ، لابد أن يعرف الربا ، وأقسام الربا وما الواجب في بيع الذهب بالذهب ، أو بيع الذهب بالفضة وهكذا ، إذا كان ممن يبيع الطعام لابد أن يعرف كيف يبيع الطعام ، ولابد أن يعرف ما هو الغش الذي يمكن أن يكون ، وهكذا والمهم أن الإنسان إذا بلغ الستين سنة فقد قامت عليه الحجة التامة ، وليس له عذر ، وكل إنسان بحسبه ، كل إنسان يجب عليه أن يتعلم من الشريعة ما يحتاج إليه ، في الصلاة ، والزكاة والصيام ، والحج ، والبيوع ، والأوقاف وغيرها ، حسب ما يحتاج إليه . وفي هذا الحديث : دليل على أن الله سبحانه وتعالى له الحجة على عباده ، وذلك أن الله أعطاهم عقولاً ، وأعطاهم أفهاماً ، وأرسل إليهم رسلاً ، وجعل من الرسالات ما هو خالد إلى يوم القيامة وهي رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الرسالات السابقة محدودة ، حيث إن كل نبي يبعث إلى قومه خاصة ، ومحدودة في الزمن ، حيث إن كل رسول يأتي بنسخ ما قبله ، إذا كانت الأمة التي أرسل إليها الرسولان واحدة . أما هذه الأمة فقد أرسل الله إليها محمداً صلى الله عليه وسلم ، وجعله خاتم الأنبياء ، وجعل آيته العظيمة الباقية هذا القرآن العظيم ، فإن آيات الأنبياء تموت بموتهم ، ولا تبقى بعد موتهم إلا ذكرى . أما محمد صلى الله عليه وسلم فإن آيته هذا القرآن العظيم باقية إلى يوم القيامة ، كما قال تعالى : وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم فالكتاب كاف عن كل آية لمن تدبره ، وتعقله ، وعرف معانيه ، وانتفع بأخباره ، واتعظ بقصصه ، فإنه يغني عن كل شيء من الآيات . لكن الذي يجعلنا لا نحس بهذه الآيات العظيمة ، أننا لا نقرأ القرآن على وجه نتدبره ، ونتعظ بما فيه ، كثير من المسلمين إن لم يكن أكثر المسلمين يتلون الكتاب للتبرك والأجر فقط . ولكن الذي يجب أن يكون هو أن نقرأ القرآن لنتدبره ونتعظ بما فيه كتاب أنزلناه إليك مبارك هذا الأجر ليدبروا آياته هذه هي الثمرة وليتذكر أولوا الألباب . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:54 am | |
| قال الله تعالى : أو لم # نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير قال ابن عباس والمحققون : معناه نعمركم ستين سنة ؟ ويؤيده الحديث الذي سنذكره إن شاء الله تعالى ، وقيل : معناه ثماني عشرة سنة . وقيل : أربعين سنة ، قاله الحسن والكلبي ومسروق ، ونقل عن ابن عباس أيضاً ونقلوا : أن أهل المدينة كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة . وقيل : هو البلوغ . وقوله تعالى : وجاءكم النذير قال ابن عباس والجمهور : هو النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : الشيب . قاله عكرمة ، وابن عيينة ، وغيرهما . والله أعلم .
الشرح
قال المؤلف - رحمه الله تعالى - : ( باب الحث على الازدياد من الخير في أواخر العمر ) اعلم أن المدار على آخر العمر ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ولهذا كان من الدعاء المأثور : اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه ، وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام : أن من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة . فالذي ينبغي للإنسان كلما طال به العمر أن يكثر من الأعمال الصالحة ، كما أنه ينبغي للشاب أيضاً أن يكثر من الأعمال الصالحة ، لأن الإنسان لا يدري متى يموت ، قد يموت في شبابه ، وقد يؤخر موته ، لكن لا شك أن من تقدم به السن فهو أقرب إلى الموت من الشاب ، لأنه أنهى العمر . ثم ساق المؤلف قول الله تعالى : أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ( ما ) نكرة موصوفة ، أي : أو لم نعمركم عمراً يتذكر فيه من تذكر ، وجاءكم النذير ، وهذا العمر اختلف المفسرون فيه ، فقيل : هو ستون سنة ، وقيل : ثمانية عشر سنة ، وقيل : أربعون سنة ، وقيل : البلوغ ، والآية عامة ، عمروا عمراً لهم فيه فرصة يتذكر فيه من يتذكر ، وهذا يختلف باختلاف الأحوال . فقد يكون الإنسان يتذكر في أقل من ثمانية عشر سنة ، وقد لا يتذكر إلا بعد ذلك ، حسب ما يأتيه من النذر والآيات ، وما يكون حوله من البيئة الصالحة ، أو غير الصالحة المهم أنه يقال لهم توبيخاً أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر . وفي هذا : دليل على أنه كلما طال بالإنسان العمر ، كان أولى بالتذكر . وأما قوله تعالى : وجاءكم النذير فالصحيح أن المراد بالنذير النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو اسم جنس يشمل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويشمل الرسل الذين من قبله ، كلهم نذر عليهم الصلاة والسلام . فالواجب على الإنسان أن يحرص في آخر عمره على الإكثار من طاعة الله ، ولاسيما ما أوجب الله عليه ، وأن يكثر من الاستغفار والحمد . كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا هذه السورة يقال إنها آخر سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيها قصة عجيبة ، حيث كان الأنصار رضي الله عنهم يقولون لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب : لماذا تدني عبد الله بن عباس وهو من الشباب ولا تدني شبابنا ؟ وكان عمر رضي الله عنه ينزل الناس منازلهم في العلم والدين ، كل من كان أعلم وأدين فهو إلى أمير المؤمنين عمر أقرب ، وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون تقديمه حسب ما عند الإنسان من العلم والدين ، القرابة لهم حق ولا شك ، لكن العلم والدين أعظم ما يكون قربة إلى الإنسان من غيره . والمهم أن الأنصار قالوا لأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه لماذا تدني عبد الله بن عباس ولا تدني شبابنا ؟ فقال لهم : أمهلوني ، ثم جمعهم ذات يوم ، وقال لهم : ماذا تقولون في قول الله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ؟ قالوا : نقول إن الله قال للرسول صلى الله عليه وسلم إذا جاء النصر وفتحت مكة فسبح بحمد الله واستغفره لأنه كان تواباً ، يعني فسروها بظاهرها فقال : ما تقول يا ابن عباس ؟ قال : أقول إن هذه السورة نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني أنها تدل على أن أجله قد اقترب . ففهم هذا الفهم العجيب رضي الله عنه ، يعني إذا جاء النصر والفتح فقد أديت ما عليك ، اختم عمرك بالاستغفار والتسبيح بحمد الله عز وجل . قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد إذ أنزلت عليه هذه السورة كان يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي . فأكثر منها في الركوع والسجود كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل . | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الأربعاء يوليو 30, 2008 2:55 am | |
| عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر ، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال : لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر : إنه من حيث علمتم ! فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم ، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال : ما تقولون في قول الله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم : أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا . وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً فقال لي : أكذلك تقول يا ابن عباس ؟ فقلت : لا . قال فما تقول ؟ قلت : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعلمه له قال : إذا جاء نصر الله والفتح وذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً فقال عمر رضي الله عنه : ما أعلم منها إلا ما تقول . رواه البخاري .
الشرح
ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب كان يدخله في أشياخ بدر ، وكان من سيرة عمر وهديه رضي الله عنه أنه يشاور الناس ذوي الرأي فيما يشكل عليه ، كما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : وشاورهم في الأمر . والشورى الشرعية ليست تكوين مجلس للشورى حتى يكون مشاركاً في الحكم ، ولكن الشورى الشرعية أن ولي الأمر إذا أشكل عليه أمر من الأمور جمع الناس من ذوي الرأي والأمانة من أجل أن يستشيرهم في القضية الواقعة ، فكان من هدي عمر رضي الله عنه ومن سنته المشكورة ، وسعيه الحميد ، أنه يشاور الناس يجمعهم ليستشيرهم في الأمور الشرعية والأمور السياسية ، وغير ذلك ، وكان يدخل مع أشياخ بدر أي مع كبار الصحابة رضي الله عنهم عبد الله بن عباس ، وكان صغير السن بالنسبة لهؤلاء ، فوجدوا في أنفسهم : كيف يدخل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مع أشياخ القوم ولهم أبناء مثله ولا يدخلهم . فأراد عمر رضي الله عنه أن يريهم مكانة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من العلم والذكاء والفطنة ، فجمعهم ودعاه ، فعرض عليهم هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فانقسموا إلى قسمين لما سألهم عنها ما تقولون فيها ؟ قسم سكت ، وقسم قال : إن الله أمرنا إذا جاءنا النصر والفتح ، أن نستغفر لذنوبنا ، وأن نحمده ونسبح بحمده ، ولكن عمر رضي الله عنه أراد أن يعرف ما مغزى هذه السورة ، ولم يرد أن يعرف معناها التركيبي من حيث الألفاظ والكلمات ، فسأل ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما تقول في هذه السورة ؟ قال : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني علامة قرب أجله ، أعطاه الله إياه إذا جاء نصر الله والفتح يعني فتح مكة فإن ذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا فقال : ما أعلم فيها إلا ما علمت ، وظهر بذلك فضل عبد الله بن عباس رضي الله عنه . وفي هذا إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يفطن لمغزى الآيات الكريمة ، فإن المعنى الظاهر الذي يفهم من الكلمات والتركيبات هذا أمر قد يكون سهلاً ، لكن مغزى الآيات الذي أراده الله تعالى هو الذي يخفى على كثير من الناس ، ويحتاج إلى فهم يؤتيه الله تعالى من يشاء . وقوله تبارك وتعالى : فسبح بحمد ربك أي سبح الله مصحوباً بالحمد ، فالباء هنا للمصاحبة ، وذلك لأنه إذا كان التسبيح مصحوباً بالحمد فإنه به يتحقق الكمال ، لأن الكمال لا يتحقق إلا بانتفاء العيوب ، وثبوت صفات الكمال ، فانتفاء العيوب مأخوذ من قوله سبحانك ، لأن التسبيح معناه التنزيه عن كل نقص وعيب ، وثبوت الكمالات مأخوذ من قوله وبحمدك ، لأن الحمد هو وصف المحمود بالصفات الكاملة ، وليس هو الثناء كما هو مشهور عند كثير من العلماء ، إذ قالوا : الحمد هو الثناء على الله بالجميل ، وبعضهم يقول بالجميل الاختياري وما أشبه ذلك ، والدليل على ذلك الحديث القدسي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله قال : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين - يعني الفاتحة - فإذا قال الحمد لله رب العالمين ، قال : حمدني عبدي ، فإذا قال الرحمن الرحيم قال أثنى # علي عبدي ففرق بين الحمد والثناء . والمهم أن الإنسان إذا جمع بين التسبيح والحمد ، فقد جمع بين إثبات الكمال لله ونفي النقائص عنه . أما قوله : واستغفره فمعناه اطلب منه المغفرة ، والمغفرة : هي التجاوز عن الذنب والستر ، يعني المغفرة تجمع بين ستر الذنب والتجاوز عنه ، وذلك من مدلول اشتقاقها ، فإنها مأخوذة من المغفرة وهي ما يوضع على الرأس عند الحرب ليقي السهام ، فهو واقٍ وساتر . وأما قوله : إنه كان تواباً ففيه أن الله عز وجل موصوف بكثرة التوبة لقوله تواباً ، وهي صيغة مبالغة لكثرة من يتوب الله عليه . والله عز وجل تواب على عبده توبة سابقة لتوبته ، وتوبة لاحقة لها كما قال تعالى : ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا فالتوبة السابقة أن يوفق الله العبد للتوبة والتوبة اللاحقة أن يقبل الله منه التوبة إذا تاب إليه . وللتوبة شروط خمسة : الأول : الإخلاص لله عز وجل في التوبة . والثاني : الندم على ما حصل منه من الذنب . والثالث : الإقلاع عنه في الحال . والرابع : العزم على ألا يعود . والخامس : أن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه فإن كانت التوبة في الوقت الذي لا تقبل فيه فإنها لا تنفع فإذا تاب الإنسان عند حضور أجله لم ينتفع بهذه التوبة لقوله تعالى : وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ الآن لا تنفع التوبة ولهذا لم ينتفع فرعون بتوبته حين أدركه الغرق قيل له آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ومما لا تقبل فيه التوبة أيضا إذا طلعت الشمس من مغربها فإن الناس يؤمنون ولكن لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا . وينبغي للإنسان أن يكثر من هذا الذكر في الركوع والسجود سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي فإنه جامع بين الذكر والدعاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقوله في ركوعه وسجوده بعد نزول هذه السورة . | |
|
| |
خلود قاهر الأسود نائب المدير
عدد الرسائل : 159 الموقع : http://mamlkt00.yoo7.com/ المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 7
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الثلاثاء أغسطس 05, 2008 10:41 pm | |
| مشكوووووووووووووووووووووووووور جداعلى الموضوع الرائع ده وسلامنجه | |
|
| |
DARK_MAN المدير العام مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 618 الموقع : https://lamsethob.yoo7.com علم الدوله : المهنه : الهوايه : عدد النقاط : 46
| موضوع: رد: شرح الأحاديث الثلاثاء أغسطس 05, 2008 11:01 pm | |
| ده أنت اللى مشكور على مرورك ياخلود
| |
|
| |
| شرح الأحاديث | |
|